ما هي الصداع (السيفالجيا)

ما هي الصداع (السيفالجيا)

السيفالجيا هي مصطلح طبي يُستخدم لوصف أي نوع من أنواع آلام الرأس. هذا العرض مألوف تقريبًا لكل إنسان: تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 90٪ من البالغين قد عانوا من نوبات صداع مرة واحدة على الأقل في حياتهم. قد تكون الآلام قصيرة المدى وخفيفة، أو مستمرة وتؤثر سلبًا على العمل والراحة. ولاختيار العلاج المناسب، من المهم فهم أنواع السيفالجيا وأسبابها، ومتى يجب استشارة الطبيب.

Article

٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥

أنواع الصداع

يُقسَّم الصداع إلى أولي وثانوي.
تشمل المجموعة الأولى الحالات التي تكون فيها آلام الرأس مرضًا قائمًا بذاته، وليست نتيجة لمرض آخر.
أما الصداع الثانوي فيظهر كعرض لمشكلات في الدماغ أو الأوعية الدموية أو الفقرات العنقية أو بعد الإصابات أو العدوى.

 

في الممارسة الطبية، يُفرَّق أيضًا بين الصداع الوعائي، والصداع الناتج عن التوتر، والصداع النصفي (المِغص)، والصداع العنقودي، والصداع ما بعد الصدمة.

 

الصداع الأولي

الصداع الأولي هو الأكثر شيوعًا. لا يرتبط بتلف عضوي في الدماغ، لكنه يمكن أن يقلل بشكل كبير من جودة الحياة.
الأسباب تشمل: التوتر، الإجهاد المزمن، الإرهاق، قلة النوم، العمل الطويل أمام الحاسوب، والإجهاد العاطفي.

 

غالبًا ما تكون الآلام خفيفة أو ضاغطة، ويُوصف الإحساس بأنه "طوق" يحيط بالرأس.
قد تستمر النوبات من بضع دقائق إلى عدة أيام.

 

الصداع الثانوي

الصداع الثانوي يظهر نتيجة مرض آخر — معدي أو وعائي أو غدي صمّاوي أو عصبي.
فعلى سبيل المثال، قد ترافق الآلام ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، أو التهاب الجيوب الأنفية، أو إصابات الرأس، أو تنكّس الفقرات العنقية، أو أورام الدماغ.

 

في هذه الحالات، يهدف العلاج إلى إزالة السبب الرئيسي، وليس فقط تخفيف الألم.

 

الصداع الوعائي

الصداع الوعائي مرتبط بخلل في نغمة الأوعية الدموية في الدماغ.
عند تشنج الشرايين، تظهر آلام نابضة وضاغطة، غالبًا في الصدغين أو مؤخرة الرأس.
وقد ترافقها دوخة، أو تعتيم في الرؤية، أو طنين في الأذنين.

 

قد يظهر هذا النوع من الصداع في حالات ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، واضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي، والصداع النصفي.
من المهم تمييز هذا النوع عن الأنواع الأخرى، لأن العلاج يختلف في كل حالة.

 

صداع التوتر

أحد أكثر أنواع الصداع شيوعًا.
يحدث صداع التوتر بسبب الإجهاد النفسي أو التوتر العضلي المستمر في الرقبة والرأس.

 

يُوصف الألم بأنه خفيف وضاغط، وغالبًا ما يكون ثنائي الجانب وبدون نبض.
قد يُصاحَب بالتعب، وانخفاض التركيز، والتهيّج.
يحدث عادة عند البالغين بعد العمل الطويل أمام الحاسوب أو بسبب وضعية جلوس غير صحيحة.

 

الصداع النصفي (المِغص)

الصداع النصفي هو نوع خاص من الصداع الأولي، ويصيب النساء أكثر من الرجال.
يتميّز بنوبات من الألم النابض من جهة واحدة، وغالبًا ما يصاحبه الغثيان، ورهاب الضوء، والحساسية المفرطة للأصوات والروائح.

 

السبب هو مزيج معقّد من العوامل الوعائية والعصبية، مع استعداد وراثي.
قد تُحفَّز النوبة بسبب التوتر، أو قلة النوم، أو التغيرات الهرمونية، أو تغيّر الطقس، أو تناول بعض الأطعمة.

 

الصداع العنقودي

نوع نادر لكنه شديد جدًا من الصداع.
يحدث على شكل نوبات متكررة (عنقودية)، غالبًا في الليل، ويركز الألم حول العين أو الصدغ،
ويُرافقه دموع واحمرار الوجه واحتقان الأنف.

 

يظهر الصداع العنقودي أكثر عند الرجال، ويتطلّب تشخيصًا دقيقًا واختيار العلاج المناسب من قبل طبيب الأعصاب.

 

الصداع ما بعد الصدمة

يظهر بعد الكدمات أو الارتجاج أو غيرها من إصابات الرأس أو الرقبة.
قد لا تظهر الأعراض فورًا، بل بعد عدة أيام أو أسابيع.
عادة ما تكون الآلام مستمرة ومملة، وتزداد مع المجهود أو قلة النوم أو التوتر.

 

يتطلّب هذا النوع مراقبة طبية، لأنه قد يشير أحيانًا إلى تغيّرات هيكلية في الدماغ أو اضطرابات في تدفق الدم.

 

أسباب الصداع

قد يكون للصداع أسباب متعددة، منها:

 

  • اضطرابات الأوعية الدموية (تشنّج، توسّع، ارتفاع الضغط)؛

  • أمراض التهابية (التهاب الجيوب الأنفية، التهاب السحايا، التهابات الجهاز التنفسي العلوي)؛

  • إصابات الرأس والرقبة؛

  • توتر عضلي مفرط؛

  • تغيّرات هرمونية؛

  • الإجهاد المزمن والإرهاق؛

  • مشكلات في العينين أو الأسنان.

 

يحدث الصداع أحيانًا عند الأطفال والمراهقين بسبب الضغط الدراسي أو قلة النوم،
وعند البالغين بسبب قلة الحركة أو الجلوس الطويل أمام الحاسوب.

 

تشخيص الصداع

نظرًا لأن الصداع عرض وليس مرضًا بحد ذاته، فإن مهمة الطبيب هي تحديد سببه.
يبدأ التشخيص بمقابلة مفصّلة مع المريض، وتحليل طبيعة الألم، وتواتره، ومحفزاته، والأعراض المصاحبة له.

 

غالبًا يُنصَح المريض بتسجيل يوميات الصداع لمراقبة الأنماط الزمنية والاستجابة للأدوية والراحة.

 

طرق التشخيص

قد يوصي الطبيب بالفحوص التالية لتأكيد التشخيص:

 

  • فحص عصبي شامل؛

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي (CT)؛

  • الموجات فوق الصوتية للأوعية الدموية في الرأس والرقبة؛

  • تحاليل دم لتحديد الالتهابات أو الاضطرابات الهرمونية؛

  • فحص عيون في حال الاشتباه بارتفاع الضغط داخل الجمجمة.

 

في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لاستشارة أطباء آخرين مثل أخصائي القلب، أو الغدد الصماء، أو الأنف والأذن والحنجرة.
يُتيح النهج الشامل تحديد نوع الصداع وسببه بدقة.

 

علاج الصداع

تعتمد طرق العلاج على نوع الصداع وسببه.
يُختار العلاج بشكل فردي:

 

  • في الحالات الأولية يهدف إلى تقليل تكرار النوبات وتحسين جودة الحياة؛

  • وفي الحالات الثانوية يركّز على علاج السبب الأساسي.

 

تشمل الأساليب العلاجية: الأدوية (مسكنات، مضادات التهابات، أدوية وعائية)، العلاج الطبيعي، وتعديل نمط الحياة.
النوم الكافي، والتغذية السليمة، وتقليل التوتر، والابتعاد عن العادات الضارة عناصر أساسية للعلاج.

 


علاج الصداع المزمن

إذا أصبح الصداع مزمنًا (أكثر من 15 يومًا في الشهر)، يجب تقييم حالة الجهاز العصبي وتعديل العلاج.
أحيانًا يتطور الصداع المزمن بسبب الإفراط في استخدام المسكنات، مما يتطلب تقليل الجرعة تدريجيًا تحت إشراف الطبيب.

 

قد يُضاف العلاج بالاسترخاء، والتدليك، والعلاج الطبيعي، والعلاج السلوكي المعرفي.
ومع العلاج الصحيح، يمكن تقليل تواتر وشدة النوبات بشكل ملحوظ.

 

الوقاية من الصداع

الوقاية عنصر أساسي في علاج حالات الصداع.
يُوصى بما يلي:

 

  • الالتزام بنظام نوم وراحة منتظم؛

  • الموازنة بين الجهد العقلي والبدني؛

  • شرب كمية كافية من الماء؛

  • تقليل وقت استخدام الشاشات؛

  • الحفاظ على وضعية الجسم الصحيحة وتحريك عضلات الرقبة بانتظام؛

  • تجنّب الإرهاق والتوتر الشديد.

 

تساعد الوقاية المنتظمة في تقليل خطر تكرار الصداع حتى في الحالات المزمنة.

 

كيفية التخلص من الصداع بسرعة

إذا ظهر الصداع فجأة ولم يكن مرتبطًا بإصابة أو بارتفاع الضغط، يمكن تجربة بعض الخطوات البسيطة:

 

  • تهوية الغرفة، أخذ استراحة والاسترخاء؛

  • شرب الماء — إذ قد يحدث الصداع بسبب الجفاف؛

  • تدليك خفيف للصدغين والرقبة؛

  • عند الحاجة، تناول مسكن (وفقًا لتوصية الطبيب).

 

إذا تكرر الصداع كثيرًا، فلا يُنصح بالاكتفاء بالعلاج العرضي، بل يجب تحديد سببه الأساسي.

 

متى يجب مراجعة الطبيب

يجب طلب المساعدة الطبية فورًا في الحالات التالية:

 

  • صداع مفاجئ وشديد جدًا؛

  • مصحوب باضطرابات في الكلام أو الرؤية أو ضعف في الأطراف؛

  • يحدث بعد إصابة في الرأس؛

  • يزداد سوءًا بمرور الوقت أو لا يزول رغم الأدوية؛

  • مصحوب بالغثيان أو القيء أو الحمى أو الدوخة.

 

يساعد التشخيص المبكر في استبعاد الحالات الخطيرة واختيار العلاج الفعّال.
الصحة الجيدة تبدأ من الانتباه لإشارات الجسم. إذا أصبح الصداع متكررًا، لا تتحمل الألم — فالمراجعة الطبية في الوقت المناسب تعيد لك الراحة والثقة بصحتك.

 

دعم MARUS في علاج الصداع

تساعد MARUS المرضى على جعل العلاج تجربة مدروسة ومريحة.
إذا كنت تعاني من الصداع المتكرر، فإن فريق المتخصصين في MARUS سيساعدك في اختيار عيادة موثوقة، وتنظيم الفحوصات، والتكفّل بكل التفاصيل اللوجستية.

 

تعمل MARUS مع أفضل الأطباء والمراكز الروسية، ليتمكن المرضى من مختلف الدول من الحصول على تشخيص دقيق وعلاج حديث.
كل ذلك في أجواء هادئة مع الترجمة والمواصلات والمرافقة الكاملة.

 

العناية بالنفس لا تعني العلاج فقط، بل الراحة في كل مرحلة من الرحلة العلاجية.
MARUS تجعل هذه الرحلة سهلة وواضحة.

 

جميع المعلومات الواردة في هذا الموقع هي لأغراض إعلامية فقط ولا تشكل نصيحة طبية. تتطلب جميع الإجراءات الطبية استشارة مسبقة مع طبيب مرخص. قد تختلف نتائج العلاج حسب الخصائص الفردية لكل شخص. لا نضمن تحقيق أي نتيجة محددة. يُرجى دائمًا استشارة أخصائي طبي قبل اتخاذ أي قرارات صحية.

مُنَاقَصَة
أنت تختار، ونحن نرتب كل ما يتعلق بالعلاج والسفر والوثائق

إرسال الطلب

اختر العيادة التي تناسبك، وسنتولى نحن ترتيبات السفر وإنهاء جميع الإجراءات.

إرفاق الملف
يمكنك إرفاق ما يصل إلى 10 ملفات، كل منها بحجم لا يتجاوز 10 ميجابايت. إذا واجهت خطأ في التحميل، يرجى إرسال الطلب بدون مرفقات.